آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
وكالة روسية: سقوط مأرب نهاية للإصلاح والشرعية.. وهؤلاء هم اللاعبون الجدد
(الأمناء/ سبوتنيك الروسية:)

ظلت محافظة مأرب اليمنية لما يقارب خمس سنوات مستقرة تحت سيطرة حزب "الإصلاح" التابع للشرعية في اليمن، لم يحاول الحزب ورفاقه الدخول إلى صنعاء ولم يحاول الحوثيون احتلالها نظرًا لقيمتها الاقتصادية وبصفتها مصدرا للثروة في البلاد. ويرى مراقبون أن تغير الأوضاع السياسية والعسكرية وتحرك القوى الدولية والإقليمية أدى إلى زعزعة سيطرة حزب "الإصلاح" ونشوب الصراعات الداخلية على الأرض، وقد يكون ذلك مقصودًا لعدم تمكن أي طرف من المحافظة النفطية التي تفصل الشمال عن الجنوب. خمس سنوات من الحرب في اليمن بين "الحوثيين" من جهة والتحالف والشرعية والحراك الجنوبي من جهة أخرى، خلال تلك السنوات كانت هناك جبهات قتال شبه مستقرة أو أن الطرفين المتحاربين وصلوا إلى مرحلة التعايش كما هو الحال في محافظة مأرب التي تسيطر الشرعية عليها وتكاد تكون المحافظة الشمالية الوحيدة التي يضعون يدهم عليها. ويرى مراقبون أن فقدان الشرعية لمأرب ربما ينهي تواجد قوات حزب "الإصلاح" ومراكز الشرعية، عندها ستكون الحرب بين "أنصار الله" من جانب، والتحالف والانتقالي من الجانب الآخر. فما أهمية تلك المحافظة الاستراتيجية بالنسبة لجميع الأطراف؟ قال مصطفى زيد، رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج الجنوب العربي" لـ"سبوتنيك": "إن الأوضاع في محافظة مأرب تحركها أطراف خارجية، ولن تسطيع الشرعية الصمود فيها أكثر من ذلك بعد أن بقيت بها خمس سنوات دون تحقيق أي إنجاز ولم يستطيعوا الدخول إلى صنعاء طوال خمس سنوات من الحرب الدائرة في اليمن". وأشار زيد إلى أن شعب الجنوب لا تعنيه مأرب، كل ما يعنيه هو عدن والدفاع عنها، وما اتفاقات السلام وعمليات الهدنة التي ترعاها المنظمات الدولية إلا لتمكين قدم الحوثيين على الأرض. ومن جانبه قال الدكتور ثابت حسين، الخبير العسكري اليمني لـ"سبوتنيك": "تأتي أهمية مأرب الاستراتيجية، ففي شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2015، سيطرت قوى موالية للرئيس هادي على هذه المحافظة اليمنية النفطية، وساهم التحالف العربي في تحقيق انتصار نوعي آنذاك، بأن حقق الأمن والاستقرار فيها،  لكن ذلك الأمر ظل تحديا، إذ حاولت جماعات بميول سياسية إبطاء أي تحرك نحو صنعاء، بتحريك جيوب في جبهات على حدود المحافظة في صرواح والجفينة على سبيل المثال". وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن "مأرب تعد بوابة استراتيجية مهمة على تخوم صنعاء، أهميتها الاقتصادية كبيرة لليمن، لذلك سعى الحوثي في بداية انقلابه إلى وضع اليد عليها، لاحتوائها على أهم منشآت استخراج النفط وتحويله في البلاد. وأكد حسين أن "مأرب هي المحافظة الشمالية الوحيدة -ليس كلها- التي تخضع لسلطة الشرعية ممثلة بالمحافظ سلطان العرادة، وهو شيخ قبلي قوي في مأرب، وهناك تتواجد قيادة ما يسمى بالجيش الوطني ووزارة الدفاع "الشرعية"، لكن يمكن القول إن هذه المحافظة ظلت تحت أعين الحوثيين من خلال تواجدهم المباشر في صرواح "حوالي 60 كم من مأرب المدينة" وبشكل غير مباشر من خلال القوى الموالية سياسيا وطائفيا، وظلت تزودهم بالنفط والغاز. وأكد الخبير العسكري، كان الوضع بشكل عام بين الحوثيين ومأرب الشرعية بقيادة حزب "الإصلاح" أشبه بالمتعايش، وإذا قرر الحوثيون السيطرة على مأرب تكون سلطة الشرعية قد فقدت المحافظة على تواجدها الرمزي في الشمال، وسيكون الأمر واضحا جليا، الشمال تحت سيطرة الحوثي، والجنوب تحت سيطرة التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي.



شارك برأيك